الموصل - نوفل الراوي- الصباح
إزدياد معدلات الإصابة بالأورام السرطانية المختلفة من المشاكل الشائكة والتي تحاول المؤسسات الصحية الحد منها.. أو توفير الحد الأدنى من مستلزمات العلاج سعيا لتقليص أعداد الوفيات
والتخفيف من معاناة المبتلين بهذه الأمراض المستعصية.. ويعد مستشفى الأورام والطب النووي في الموصل واحدا من ثلاثة مراكز موجودة في العراق تخصصت في معالجة الأورام السرطانية بأصنافها المتشعبة.
نصف قرن
يقول الدكتور خالد محمد علي مدير المستشفى المذكور أن علاج الأورام في الموصل بدأ في عام 1959م ضمن وحدة طبية سميت آنذاك بوحدة المعالجة الشعاعية التابعة لمعهد الأشعة.. وفي عام 1963م إلتحق أول طبيب عراقي مختص بهذه الوحدة وهو الطبيب المرحوم حازم الحافظ، وفي عام 1987م إكتسبت الوحدة تسمية جديدة هي معهد الإشعاع والطب النووي، وفي عام 1995م سميت بمستشفى حازم الحافظ تيمنا بأسم الطبيب الذي خدم فيها حتى توفاه الأجل بورم سرطاني.. لكن في عام 2004م أعيدت التسمية السابقة فصار إسمها مستشفى الأورام والطب النووي.. وهو مستشفى تعليمي وتخصصي بسعة 50 سريرا وتوجد فيه أقسام للعلاج الفيزياوي والكيمياوي، ولدينا جهاز الكاما كاميرا خاص بعلاج أورام الغدة الدرقية، وجهاز كوبلت TH780 وأجهزة أخرى وكلها أجهزة روسية المنشأ وأصبحت خارج الخدمة فيما بعد.
معاناتنا كبيرة
ويضيف : لدينا معاناة كبيرة فيما يخص توفير العلاج لمراجعينا ؛ فهذه أم المعاضل.. لأن العلاجات مفقودة تماما وعلى الرغم من مفاتحاتنا الكثيرة لوزارة الصحة إلا أننا لم نستلم شيئاً منذ ما يزيد عن الشهرين وما يصلنا لا يلبي 1% من إحتياجاتنا.. فعلى سبيل المثال لدينا 74 حالة إصابة بمرض سرطان الدم ( اللوكيميا) وهي مشخصة من قبل ملاكاتنا الطبية وهناك متابعة للمصابين، وتشير تقارير المختصين أن 2_3 حالات تضاف شهريا للعدد الكلي مع ذلك لا نستطيع تقديم أي علاج للمصابين.
أما المواد الإشعاعية التي تدخل ضمن جرعات العلاج فيصل عددها إلى 110 انواع لم يصلنا منها سوى 23 نوعا وبنسبة لا تزيد عن نصف بالمائة وهذا ما يسبب التعجيل في وفيات المصابين..
ضوابط مشددة
أن الضوابط المشددة التي تتبعها الوزارة جعلتنا غير قادرين على إستيراد ما يلزمنا عن طريق ما يخصصه لنا مجلس المحافظة فوزارة الصحة (تصر) على أن يكون الإستيراد محصورا بها فقط كي تخضع المواد للفحوصات المختبرية الدقيقة ما يجعل المواد تتأخر علينا ويكون العمل في تباطؤ..
ويضيف مدير مستشفى الاورام السرطانية قائلاً: حصل مرة أن قام مجلس محافظة نينوى بمساعدتنا حيث قدم لنا 76مليون دينار أستوردنا بها بعض الأصناف الدوائية الشحيحة وتم إجراء الفحوصات المختبرية عليها في الشركة العامة لصناعة الأدوية في نينوى وجاءت النتائج متوافقة مع المواصفات المعتمدة عالميا، ونحن بصدد مفاتحة الوزارة كي تسمح لنا بإستيراد ما نحتاجه وإعتماد الفحوصات التي تجرى في أدوية نينوى ضمانا لتقديم العلاج في وقت قصير كوننا نستقبل مرضى من محافظات نينوى، ودهوك، وأربيل، والسليمانية، وكركوك، وديالى، وصلاح الدين، والأنبار.
إحصاءات وبحوث
وطبقا لما هو مثبت ؛ فأن ثلث حالات الأورام المسجلة في مستشفانا هي حالات سرطان الثدي التي تصيب النساء بشكل عام، تليها في المرتبة الثانية حالات الإصابة بسرطان الرئة والجهاز التنفسي ويكون التدخين سببه الرئيس، أما بالنسبة للأطفال فقد إرتفعت حالات الإصابة باللوكيميا وسرطان الدماغ والغدد اللمفاوية.
ويقول الدكتور مدير المستشفى أن حالات الهلع والخوف وأصوات الإنفجارات والشد العصبي إضافة للظروف البيئية بما فيها من ملوثات أسباب جوهرية لتفسير إرتفاع معدلات الإصابة بالأورام.
أجهزة حديثة
وعلى الرغم من هذا فأن الوزارة زودتنا بعدد من الأجهزة الحديثة فقد وصلتنا أجهزة لعلاج الأورام السطحية التي تصيب الجلد، ووصلنا جهاز ( السيزيم) الذي يدخل في علاج اورام الجلد ايضا ولدينا أجهزة أخرى وصلتنا لكنها تحتاج بعض الأجزاء لكي يتم تشغيلها مثل جهاز المعجل الخطي الذي يقيس قوة الإشعاع.
عيادة الغدة الدرقية
ومن المفاصل الحيوية الأخرى التابعة للمستشفى هي عيادة علاج الغدد الدرقية، ويقول الدكتور سعد محمود مدير العيادة كنا في السنوات السابقة نسقبل 40 حالة يوميا لكننا اليوم لا نستقبل سوى 8_10 خلال اليوم مع أن نتائج بحوثنا ودراساتنا تشير إلى إرتفاع نسب الإصابة، ونعتقد أن تدني مستوى الخدمات بسبب شحة الأدوية العلاجية أسباب حقيقية لعزوف المرضى عن مراجعتنا، وكذلك الأوضاع الأمنية السيئة مما يجعلهم يقصدون دول الجوار للحصول على العلاج.
وفي عيادتنا نقوم بعلاج حالات تضخم الغدة الدرقية البسيطة وكذلك نسعى لتقديم العلاج للحالات التي تسمى بالغدد السامة من خلال الجرع والإستئصال الجراحي.
وأؤكد هنا على ضرورة توفير العلاج للمرضى المصابين بهذه الأورام، وأن نعمل كلنا من أجل التخفيف من معاناتهم ومعاناة ذويهم الذين يقصدون السوق السوداء للحصول على الجرع مقابل التخلي عن حاجياتهم المنزلية كي يؤمنوا العلاج لمرضاهم.
وأخيرا يقول مدير المستشـــــفى علينا أن نعرف جيدا أن هذا المستشفى كان في سبعينيات القرن الماضي يستقبل مرضى من اليمن والأردن ودول الخليج بما فيها السعودية والإمارات لتلقي العلاج.