This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged
 
 

كيف نتخلص من مظاهر الاتكالية، وانتظار الدولة لتأتي بالحلول، وعدم القدرة على الاجتهاد والمشاركة الطوعية في القيام بمبادرات لخدمة انفسنا

في عهد النظام الدكتاتوري السابق..تدخلت "الحكومة" واستولت عل كل شيء كالاخطبوط تماما، فسرقت ادوار الناس وعطلت قدراتهم وكفاءاتهم وأماتت مبادراتهم..فماذا كانت النتيجة او النتائج؟

تضخم جهاز الدولة ومؤسسات القطاع العام التي أصيبت بالترهل ونخرتها «سوسة» الفساد الذي استشرى وتحول الى آفة كبرى، وكان من الطبيعي ما رأيناه وما نراه من خلل وتعطل لكثير من مناحي الحياة بعد سقوط النظام البائد في العام 2003.

لقد ورثنا تركة ثقيلة اسمها" تعطل العقول الآدمية" وكانت من مظاهرها الاتكالية وانتظار الأوامر وعدم القدرة على الاجتهاد والمبادرة، خصوصا في دوائر الدولة ومرافقها العامة. فالموظف والمسؤول والمدير وحتى الوزير لم يكن يجرؤ على فعل شيء الا بعد صدور الفرمان من القائد الضرورة. وياليت الأمر اقتصر على دوائر الدولة ولم يتعداه الى مفاصل المجتمع.

وكان من مظاهر ما ابتلينا به كشعب هو تعود الناس وللأسف الشديد، على الجلوس وانتظار أن تأتينا الدولة او الحكومة بكل ما نريد، كما عودتنا هي.. أن تزرع لنا وتحصد وتعجن وتخبز وتقرر وتبني والى آخر القائمة. حتى اصبح أحدنا يكرر صباح ومساء:"ماذا قدمت لنا الدولة؟" ولا يطرح على نفسه ولو مرة واحدة السؤال الذي يقول: "ماذا قدمت أنا كمواطن لهذه الدولة ولهذا الوطن؟"

 ومن عوارض هذا المرض أن المواطن أصيب، بشكل عام، بحالة كسل وخمول وقرف أبعدته عن تحمل المسؤولية وأفقدته الرغبة بالمشاركة في تحمل مسؤولياته والقيام بمبادرات لخدمة وطنه ومجتمعه، وبالتالي الوصول الى ما آلت إليه الأوضاع من فساد وهدر للمال العام وترهل ونقص في الخدمات وفوضى في المرافق العامة التي يلجأ إليها لتلبية حاجاته.

هذا هو المرض بعينه وهذا أخطر ما أصابنا من مصائب على الاطلاق ربما اخطر من كل الحروب والدمار والمقابر الجماعية وكل بلاء. فالناس فقدوا أدوارهم او بشكل أصح، لم يعودوا يعرفون أن لهم دورا ينبغي عليهم القيام به.

والدليل على ذلك.. هو عدم معرفتنا، ليس كلنا بالطبع، بشيء اسمه التطوع الفردي والجماعي والمبادرة الى تأسيس الجمعيات الاهلية "غير الحكومية" او الانضمام الى ما هو موجود منها والعمل على تفعيل دورها ومساندتها بالمال اوالكلمة الطيبة. ومن ثم لنترجم ذلك الفهم والادراك الى فعل وعمل جماعي يقوم بكل شيء ابتداء من تنظيف وتشجير الطرقات الواقعة اما بيوتنا ومرورا بتعبيد الأرصفة والشوارع، وليس انتهاء برعاية الأيتام والمرضى والمعاقين وتأسيس المراكز الصحية والخدمية الاخرى.

ولكن ما هو الحل؟

ترى كيف يتخلص احدنا من حالة الكسل والخمول الذي أبعدنا عن تحمل المسؤولية وأفقدنا الرغبة بالمشاركة (الطوعية) في القيام بمبادرات خيرية لخدمة انفسنا واهلنا وبلادنا؟

 

 
 
 
  ام علي الاسدي
في نظري ان مثل هكذا مشكلة عويصة تحتاج الى حلول جذرية تبدأ من رياض الاطفال ولا تنتهي عند التخرج من الجامعة، فالمجتمع دائما بحاجة ماسة الى ارشادات وتعليمات من شأنها تغيير مفاهيمه الخاطئة واعتقد ان هذه هي مهمة الاعلام بكل وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة، فنحن نحتاج الى عشرات البرامج التلفزيونية مثلا التي من شأنها احداث التغييرات الاجتماعية والفكرية والتربوية بدلا من برامج التفاهة ومسابقات التسلية والضحك على ذقون المشاهدين التي باتت تملأ القنوات الفضائية وللاسف الشديد.
 
 
 
 
أضف مشاركتك
الاسم * A value is required.
بريدك الالكتروني * A value is required.Invalid format.
انقر هنا إذا كنت ترغب في تلقي الرسائل الإخبارية :
اضف مشاركتك هنا
Please type the text you see on the left*
اضغط هنا لأرسال المشاركة