This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 54

نداء إلى الكفاءات وكوادر المؤسسات الصحية والتعليمية والإجتماعية لإنجاح تجربة مراكز الرعاية الإجتماعية لذوي الإعاقة

إستكمالاً لموضوع مراكز الرعاية الإجتماعية الذي دعت إليها رابطة المبرات العراقية وبينت أبرز جوانبها في رسالة الرابطة 45 وتناولت الحاجة اليها في الرسالة 46 وأوضحت طرق تأسيسها وانتشارها في الرسالة 53، نخصص هذه الرسالة لتوضيح الجهات الفاعلة والمساندة في تقديم خدمات مراكز الرعاية الإجتماعية، وهي أيضاً مكملة لموضوع تفعيل الطاقات الكاملة لذوي الإعاقة، الذي تناولت رسائل سابقة دور الأسرة والمجتمع في ذلك، لتبين هذه الرسالة دور المؤسسات المتخصصة وكوادرها لخدمة ذوي الإعاقة.

إن مراكز الرعاية الإجتماعية المقترحة هي مراكز ارتباط خدماتية ، تتضمن في وجودها وعملها خمسة عناصر رئيسية هي:

1-      تسجيل وتحليل حالات ذوي الإحتياجات الخاصة (الإعاقة) وتبويبها وإعدادها لتعرض على المختصين والمؤسسات الصحية والتعليمية والإجتماعية.

2-      البحث عن المتخصصين والمؤسسات المتطوعة للعناية والرعاية كل حسب قدراته وما تجود به إنسانيتهم أي من رعاية شخص واحد أو أكثر أو العناية بمجموعات، خاصةً  في مجال التدريب والتأهيل والترفيه.

3-      قيام المركز بالنشاطات الإجتماعية مثل عقد ندوات ترفيهيه واجتماعية وأي من فقرات الرعاية التي تتطلب من قبل طرفي العمل الراعي والمرعي.

4-      التمويل، يقوم المركز بتسويق أعمال الرابطة وأعماله على المحسنين للحصول على المردود اللازم لتغطية مشاريعه بالإعتماد على مختلف النظم المشروعة التي تطرحها الرابطة وتسجيلها وعرضها على الموقع بكل شفافيه.

5-              العمل على إيجاد المتطوعين من مختلف الأعمار والإختصاصات للأعمال التي يتطلبها المركز.

وهي بشكلها المقترح تمثل جسراً يربط بين خمسة جهات رئيسية تؤلف فئات المجتمع الأساسية هي:

1- ذوو الإعاقة وعائلاتهم الذين هم بحاجة لخدمات مراكز الرعاية من جهة.

2- ومن جهة أخرى منظمات المجتمع المدني المختلفة أو ما نحب أن نطلق عليه القطاع الثالث.

3- الحكومة أو القطاع العام.

4- المحسنون ، أفراداً أو شركات أو مؤسسات مانحة.

5- المتطوعون ، أفراداً أو شركات أو مؤسسات راعية، حيث أن التطوع هو الأساس لمقومات المبرات (منظمات المجتمع المدني).

إن تبويب وتعريف وتقسيم  نشاطات العمل الخمسة لمراكز الرعاية سابقة الذكر على الجهات أو الفئات التي تشكل طبقات المجتمع الرئيسية المذكورة أعلاه يخلق حالة من التعاون البناء والمثمر لأداء خدمة جليلة للفرد والمجتمع يعجز أي مكون عن التصدي لها بمفرده.

لقد تولت رابطة المبرات العراقية، وهي مبرة من أجل المبرات العراقية التخطيط لهذا المشروع الطموح، من أجل التعاون مع المبرات الراغبة في المشاركة فيه على أرض الواقع من العراق وبتمويل مرحب أينما صدر، وبإدارة من وجهاء ومتطوعي المحلات السكنية لتأسيس مراكز الرعاية في محلاتهم السكنية والعمل على تشغيلها وإدارتها خصوصاً ما يتعلق بإحصاء كافة حالات الإعاقة في مناطقهم وإعداد ملف متكامل لكل حالة لعرضها على مختلف الإختصاصين والمراكز المعنية، فهنا يأتي دور الكوادر المتخصصة سواء الصحية أو التعليمية أو الإجتماعية من داخل العراق أو من خارجه، لتخصيص ساعات من وقتهم الثمين أسبوعياً في العمل التطوعي بدون أجر أو بأجر رمزي لفائدة إخوانهم وأبناء جلدتهم المسجلين في مراكز الرعاية الإجتماعية، ودراسة ملف كل منهم بعناية واللقاء أو التواصل  معهم سواء في المركز أو في المكان الذي يراه المختص مناسباً للإطلاع على الحالة، وتقديم الإستشارة والنصح الطبي أو التعليمي أو الإجتماعي للمعاقين وذويهم أو عن طريق وسائل الإتصال الحديثة، والتأكد من وضع كل منهم وإرشادهم إلى  الطريق الصحيح الذي يضمن تحسن واستقرار حالته النفسية والبدنية والإجتماعية، و/ أو إحالتهم لمختلف المؤسسات الطبية والتعليمية والإجتماعية المؤهلة والمناسبة لحالتهم، أو الشروع بالعمل ضمن المتاح من الوقت والإمكانات التي يجود بها المختص والمركز والجهات المساندة الأخرى من أي موقع في العالم.

إن الشخص المعاق بحكم وضعه يحتاج إلى كل أشكال الدعم حتى يتمكن من الوقوف على قدميه، ولايصح أن نتركه لمصيره  وينبغي طرق الأبواب وإرشاده إلى كل ما من شأنه ضمان الحياة الكريمة والسعيدة، نحن نعلم أن العديد من المعاقين يعانون خلف أبواب مؤصدة، وربما تحول أقرب الناس منهم إلى ما يشبه السجان، وجزء من المسبب لهذا الوضع هو المجتمع الذي يعجز عن تقبل أبناءه المستضعفين وأشراكهم في الحياة التي منحها الله لهم ولابد أن يكون الإسناد والتضامن الإجتماعي هو من أبرز أعمال المركز.

إن الإرشاد والنصح الذي نأمل أن يتلقاه المعاقين وعائلاتهم من قبل المتطوعين المختصين ومؤسسات الرعاية المختلفة، والدعم المالي والعيني (لمن هم في عوز له) الذي يتلقوه من المحسنين، خصوصاً من أبناء محلتهم  العارفين وجهاء المنطقة المبادرين برعاية و/ أو دعم مراكز الرعاية الإجتماعية، ويعرفون إخوانهم الموجودين في مدينتهم أو محلتهم من ذوي الإعاقة وذويهم، سيشيع جواً من الثقة في العمل الخيري ووصوله لمستحقيه ويشجع أهل المعاق على التصريح بحالته الصحية لغرض التعامل الإيجابي معها وصولاً لاستثمار الطاقات الكامنة لذوي الإعاقة ودمجهم في أنشطة الحياة وربما تأهيلهم للعمل المناسب لهم، وبذلك يكونون طاقة منتجة، بل في كثير من الأحيان مثمرة بامتياز.

تبدي رابطة المبرات العراقية رغبتها في التواصل مع كافة الأطراف المهتمه بالشؤون الإنسانية، وخاصةً الكفاءات المتخصصة الراغبة في العمل التطوعي ضمن مراكز الرعاية الإجتماعية القريبة من محل سكناهم وحتى للمغتربين منهم في أي موقع بالعالم، ونوجه لهم نداءاً للعمل معاً، وسنجتهد إن شاء الله على نشر أسمائهم وتخصصاتهم في باب يفرد لهذا الغرض في موقع الرابطة الإلكتروني، ليكون حلقة الوصل بين مراكز الرعاية الإجتماعية وهذه الكوادر الكريمة بما يسهم في إنجاح أدوار المراكز، ولهم ثواب الدنيا والآخرة.

وكذلك نهيب بالدولة ومؤسساتها أن تمد يد العون للرابطة في تكوين هذه المراكز، لتصبح نواة القطاع الثالث الإقتصادي والإجتماعي في العراق، على أسس المشاركة الفعلية ما بين القطاعات الثلاث فيه، العام والخاص وهذا القطاع ذو النفع العام، قطاع منظمات المجتمع المدني القائم على المبادرات الإنسانية التطوعية. 

من منا لايريد تأمين حياة كريمة؟؟؟ إن مراكز الرعاية الإجتماعية هي خطوة كبيرة في هذا الطريق، بل هي بهذا الوصف تمثل برنامجا متكاملا يأتي كحزمة واحدة تعبر عن مجموعة الحقوق الأساسية التي تضمن توفير حد أدنى من الحياة المشرفة لكل من المعطي والمتلقي.

فلنعمل جميعاً من أجل نشر ثقافة البر والإحسان حيث كل منا راعٍ وكل منا مسؤول عن رعيته.

إذا أردنا الرفاه والرقي والإستقرار لعراقنا فعلينا مساعدة ضعفائنا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(هل تنصرون، وترزقون إلا بضعفائكم).

 

والله ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا