This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

مشاكل الشباب العراقي تتركز بالبطالة والمهن غير اللائقة
08/04/2008

 

 

بغداد - سعاد البياتي- الصباح
يعيش الشباب اليوم حالة من اليأس والاحباط يمكن ان يلحظها خلال احوال الشباب واقوالهم، بل تكاد تنطق بها نظرات عيونهم..

وبرغم ان مستقبل اية دولة في شبابها.. لذا من المحتم ان ينصب الاهتمام عليهم تثقيفا وتجهيزا الا ان الشباب يرون انهم بعيدون عن اهتمام دولتهم، بل ويتحدث الكثير منهم بحسرة شديدة لعدم رعايتهم او الالتفات لحاجاتهم في توفير سبل المعيشة الكريمة وفتح المجالات امامهم.
يتحدثون بحسرة
ولنأخذ الان بعضا مما جاء على السنتهم يقول (احمد سالم) 23 سنة: فرصة الحصول على اية وظيفة باية جهة اصبحت شيئا شبه مستحيل في ظل الاعلان الدائم من عدم توفر فرص عمل او اماكن شاغرة.

اما (نور محمد) 25 سنة فتقول: بصراحة ان الدولة لا تقدم اي شيء للشباب ولا تلتزم نحوهم باي التزام، لانها لا تقدر قيمتهم الحقيقية ولا تعرف اهميتهم في النهوض، فانا مثلا انهيت دراستي في جامعة بغداد: قسم اللغات منذ سنتين ولا اجد فرصة عمل الى الان ولا حتى مجالا آخر للابداع او ملء الفراغ.
ويقول (فراس صادق) طالب جامعي: انا وزملائي نتحدث عن مشاريع واحلام مستقبلية وفي منظورنا وواقعنا نجد صعوبة تحقيقها لانه لا توجد فرص لتوفيرها فكلما عشنا حلما يتبعه الاحباط فيما نسمع ونرى وما يؤكده لنا من سبقونا ولا يزالون عاطلين انها (شهادة وبس!!
وبصراحة تحدثت لي (كريمة مجيد) خريجة معهد الادارة فقالت: ان العديد من الخريجين عاطلون عن العمل ولا يجدون فرصة مناسبة لاختصاصهم، اغلب الفتيات اللواتي اعرفهن انخرطن في وظائف عادية واقصد اعمالاً حرة غير رسمية او تزوجن، وهذا يسبب اليأس الذي خيم على حياة الخريجين والشباب.
أمنيات غائبة عن التحقيق
الحقيقة نقول: ان اكثر الذين التقيناهم عبروا عن افكار وامنيات حلموا في تحقيقها وتمنوا ان تتاح لهم فرصة العمل بعد التخرج، وان يكون هناك اهتمام كبير بشؤونهم ورغباتهم المستقبلية والمراقب لحالهم يحس بنوع من القنوط واليأس يحل في عالمهم الكبير ويشعر بجفوة، فالشباب انما يخطط لمستقبله حسب رغبته وميوله، ومن ثم يختار الشاب طريق التعليم الذي يوصله الى هدفه المنشود، فصاحب الميول الهندسية يختار طريق الهندسة لينفع فيه بلده ونفسه، وكذلك ذوو الميول الطبية والتجارية والسياسية وغيرها، لكن الحقيقة ان كثيرا من هؤلاء بعد بذل المجهود المضني دراسيا وتحمل التكاليف التي تثقل الكواهل، وبعد السهر والجد والتعب والتخرج من الكليات التي ارادوها يصطدمون بالواقع المرير، اما لعدم وجود وظائف اصلا!! واما لان المناخ لا علاقة له بموضوع دراسته (وهذه وحدها كافية لتقضي على آمال الشباب ومستقبله).
جهود ضائعة
كثيرة هي النماذج التي اصطدم اصحابها بواقع لم يكونوا يظنون لحظة انهم سيواجهونه، لكنها الحقيقة المرة (عماد ابراهيم) تخرج من كلية التربية وبدلا من ان يعمل مدرسا واذا به يجد نفسه عاملا في محل انترنت يقول عماد: تخرجت من الكلية منذ ثلاث سنوات ولم اجد فرصة عمل في الاختصاص ذاته رغم تقديمي ومحاولاتي الرسمية وغير الرسمية في الحصول على وظيفة وملفات التقديم تركن على رفوف مديرية التربية منذ ثلاث سنوات. و(حيدر محمد) حصل على بكالوريوس آداب ويعمل حلاقا في محل يعود لاحد اصدقائه يقول: لا اعرف السر الحقيقي وراء هذه الاعداد الهائلة من الخريجين من دون عمل بوظائف حكومية وتخصصية الكثير من زملائي تخرجوا ويعملون بحرف بسيطة او كانوا اصحاب (بسطيات) او بائعي شاي وآخرين يعملون في المطاعم او صناع عند ارباب المهن لانهم يأسوا من الحصول على وظائف في المؤسسات الحكومية وعدوا ذلك من المستحيلات، اما (رفل سعيد) تعمل في صالون حلاقة نسائية في حين انها تخرجت من كلية التربية الرياضية منذ قرابة عامين ونصف.
و (مرتضى) ايضا بدلا من ان يكون معيدا في كلية الآداب انتهى به الامر في احد تشكيلات وزارة الدفاع وغيرهم الكثير ممن يشكون من تشابه الحالات وواقع الحال ان اكثر الشباب بمجرد التخرج يبحث له عن باب رزق يتكسب منه ويستطيع ان يعيش وكثير منهم مازال يأمل ان يحصل على وظيفة براتب جيد ليحيا برفاهية ويتزوج ويكوّن اسرة لذلك نسي كثير منهم
موضوع الزواج والتفكير فيه لانه عده من المعجزات.
على ان بعض الشباب ينظرون الى هؤلاء الذين حصلوا على وظائف ولو في غير تخصصهم بانهم احسن حال من غيرهم ممن لم يجدوا هذه الفرصة اصلا، خصوصا وان البطالة في ارتفاع وازدياد وان الشباب العاطلين لم يجدوا فرصا حقيقية
للعمل.
بانتظار النتيجة!!
هذا بعض الواقع نعرضه ولا ينبغي ان يستغرب المسؤولون وبقية المجتمع من زيادة نسبة البطالة واعداد الشباب على المقاهي التي زاد عددها بصورة كبيرة جدا لتستوعب العدد الكبير من الشباب الذي لا يجد عملا، ولا ينبغي ايضا ان يتعجب من تزايد المشاكل والانحرافات بين صفوف الشباب عندما فقدنا نوادي الشباب والمراكز الترفيهية والاعمال التي تقحم فيها الشباب في العطل الصيفية كالمخيمات والعمل الشعبي وغيرها التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر فحالة الاحباط والبطالة والمستقبل المجهول يفرز عوامل لا نحبذها لشبابنا.
فهل يا ترى ينتبه المسؤولون لما آل اليه واقع شبابنا وهل يمكن ان يتداركوا ما فرط به.. قبل ان تتفاقم الامور؟.