This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

القصة تقول في مدينة البندقية
13/06/2012

 

وفي ناحية من نواحيها النائية،كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها

فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل"الخادم" : إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على العلاقة،

فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا، لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: فنجان قهوة واحد.

 وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على العلاقة، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا،  

 فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.
وعلى ما يبدو فإن الأمر قد دام، هكذا، طوال النهار.

وذات مرة دخلنا لاحتساء فنجان قهوة،فدخل شخص يبدو عليه الفقر، فقال للنادل : فنجان قهوة من العلاقة !
أحضر له النادل فنجان قهوة ،فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه!
ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه ورقة واحدة من الأوراق المعلقة، ورماها في سلة المهملات.

طبعاً لقد جرت هذه الحادثة أمام أعيننا التي  تفجرت بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني.

ولكن يجب علينا أن لانحصر هذا المثال الجميل بفنجان قهوة وحسب
ولو أنه يعكس لنا أهمية القهوة عند الناس هؤلاء هناك .
فما أجمل أن نجد من يفكر بوجود أناس يحبون شرب القهوة ولكنهم لا يملكون ثمنها.
ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم .
ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان،فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان يعرف من تبرع به، فيحتسيه بكل سرور، حتى إن هذا الحائط في المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص في قلوب سكان تلك المدينة .

انتهت القصة. لكن هل يمكن ان تبدأ عندنا قصص مثلها لتشمل المقاهي والمطاعم والعيادات وكل امر آخر؟

هل يمكن ان تصبح لدينا مطاعم ذات وجه انساني، يدخلها الغني او المتبرع فيطلب صحن وآخر ليضعه على العلاقة؟ ثم يأتي شخص جائع ويطلب صحن من العلاقة؟

هذا سؤال يحتاج الى من يبادر لطرحه على اصحاب المطاعم والمقاهي والعيادات والصيدليات والمستشفيات ومحال الالبسة والاحذية وكل مجالات الحياة الاخرى، لعل بعضهم يتطوع ويعلن عن استعداده لتطبيق هذا المقترح، وما اكثر اهل الخير في بلداننا. علما ان مثل هكذا مقترح يمكن ان يأتي بالخير الوفير وبالسمعة الحسنة على من يقوم بتطبيقه.