وفي ناحية من نواحيها النائية،كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل"الخادم" : إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على العلاقة، فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا، لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: فنجان قهوة واحد. وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على العلاقة، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا، فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد. وذات مرة دخلنا لاحتساء فنجان قهوة،فدخل شخص يبدو عليه الفقر، فقال للنادل : فنجان قهوة من العلاقة ! طبعاً لقد جرت هذه الحادثة أمام أعيننا التي تفجرت بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني. ولكن يجب علينا أن لانحصر هذا المثال الجميل بفنجان قهوة وحسب انتهت القصة. لكن هل يمكن ان تبدأ عندنا قصص مثلها لتشمل المقاهي والمطاعم والعيادات وكل امر آخر؟ هل يمكن ان تصبح لدينا مطاعم ذات وجه انساني، يدخلها الغني او المتبرع فيطلب صحن وآخر ليضعه على العلاقة؟ ثم يأتي شخص جائع ويطلب صحن من العلاقة؟ هذا سؤال يحتاج الى من يبادر لطرحه على اصحاب المطاعم والمقاهي والعيادات والصيدليات والمستشفيات ومحال الالبسة والاحذية وكل مجالات الحياة الاخرى، لعل بعضهم يتطوع ويعلن عن استعداده لتطبيق هذا المقترح، وما اكثر اهل الخير في بلداننا. علما ان مثل هكذا مقترح يمكن ان يأتي بالخير الوفير وبالسمعة الحسنة على من يقوم بتطبيقه. |