This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

رابطة المبرات تناشد الخطباء ليكون عاشوراء مناسبة للإغاثة والعطاء
19/01/2007

يتذكر ملايين الناس،في ذكرى عاشوراء من كل عام، أول ما يتذكرون، معاني التضحية والفداء  التي سطرها السبط الشهيد وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، من أجل الاسلام والمسلمين والانسانية جمعاء. هكذا هو عاشوراء وهكذا ينبغي أن يكون، لكن قد يغفل البعض أحيانا، وهو يمر بالذكرى، عن هذه القيم السامية والمعاني الرفيعة، فإذا به لا يقف معتبرا وإن شارك في مواكب العزاء ومارس بعض الشعائر الحسينية.

والسؤال الآن هو: كيف يساهم الخطباء وأصحاب المجالس الحسينية والكتاب وكل إنسان في عملية تذكير الأمة بما ينبغي لهم وماذا يجب عليهم فعله للتأسي بسيد الشهداء عليه السلام.

ونحن هنا في رابطة المبرات العراقية نود أن نذكر أن حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المهجرون والنازحون العراقيون، في داخل الوطن وخارجه، وعشرات الوف الأرامل وملايين الأيتام والجرحى والمرضى، باتت كبيرة وبالتالي فهي بحاجة لعمليات اغاثة سريعة لتضميد الجراح والتخفيف من قسوة الألم.

ولهذا نقترح ونناشد خطباء المنبر الحسيني أن يجعلوا ذكرى عاشوراء هذا العام مناسبة للتضحية والعطاء في مجال تقديم الخدمة الانسانية والقيام بأعمال البر والإحسان، كرعاية الفقراء وكفالة الأيتام ورعايتهم. وبذلك نأمل أن نجسد بهذا العمل المعنى الحقيقي لهذه المناسبة.

لابد أن يكون عاشوراء بمثابة مناسبة عالمية للتطوع والتبرع ودعم المبرات الخيرية وتقديم العطاءات السخية الى درجة الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس.

وسؤالنا الآن هو: من سيقوم بواجب تذكير الخطباء ويطالبهم بالتطرق لهذا الأمر؟ هل ترانا سنقوم بواجبنا بناء على قاعدة" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" أم ترانا سندع هذا الأمر ونتركه بناء على قاعدة التواكل وانتظار الآخرين ليقوموا بدورهم نيابة عنا؟ وهو أمر مخجل لا يليق بمؤمن ومحب للإمام الحسين(ع).

ما الذي يمنعنا من تبني مثل هكذا أمور إنسانية لتكون على رأس اهتماماتنا؟

إن اغاثة الملهوفين ورعاية الفقراء وكفالة الأيتام وكل عمل صالح نقوم به هو أكبر تجسيد للآية الكريمة: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " .

وبالتأكيد فإن دعوة الخطباء للناس من أجل بذل مزيد من العطاء و التضحية ورعاية الأيتام تدخل في صميم الاهداف التي استشهد من أجلها الإمام الحسين عليه السلام. وينبغي ألا يكتفي المشاركون في مواكب العزاء المليونية في عاشوراء، هذا العام وفي كل عام، بمجرد المشاركة العادية،كالخروج في المواكب وحضور المجالس واللطم وتناول الطعام والشراب، كما لو أننا نعيش في ظروف طبيعية، فالمطلوب اليوم هو مشاركة فاعلة وحقيقية، كالتبرع بالدم وتقديم المال والتطوع بالجهد والوقت والقيام بالحملات الإغاثية، حتى لا يبقى هناك جريح او يتيم أو نازح بدون اهتمام أو رعاية. والقرآن الكريم هنا واضح جدا إذ يتساءل: " أرأيت الذي يكذب بالدين" ؟ وتأتي الإجابة فورا: " فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين..."

وبذلك يتبين لنا وبوضوح تام أن الذي يكذب بالدين ليس هو فقط ذلك الذي هو خارج نطاق الإسلام والمسلمين من الكفار والمشركين، بل قد يكون من المسلمين ومن المصلين أيضا.. " فويل للمصلين.. الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون".

ولأجل الترويج لأعمال البر والإحسان، فإن رابطة المبرات العراقية ستقوم بنشر برامجكم واخبار نشاطاتكم الخيرة، وذلك على موقعها الإلكتروني الذي ستجدون فيه دليلا نافعا من اجل خدمتكم في هذا المجال.

كما نأمل من اصحاب المبرات والمساجد والحسينيات ومواكب عاشوراء موافات الرابطة بما يحققوه من مبادرات وانجازات إنسانية واغاثية على هذا الصعيد، لتعميمها ونشرها لتكون محفزا وباعثا للتنافس في العمل الصالح بعون الله تعالى.

رابطة المبرات العراقية